افتتاح تظاهرة صفاقس عاصمة الثّقافة العربيّة لسنة 2016
وسط حضور غفير وأجواء احتفاليّة كبرى، أعطى كلّ من معالي الأستاذ الدّكتور، عبد اللّه حمد محارب، المدير العام للمنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم، ممثّل الأستاذ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدّول العربيّة ووزيرة الثّقافة والمحافظة على التّراث، السّيدة سنيا مبارك، إشارة انطلاق الافتتاح الرّسمي لتظاهرة ” صفاقس عاصمة الثّقافة العربيّة لسنة 2016″، أمس، السّبت 23 جويلية بساحة الدّيوان بالقصبة وسط مدينة صفاقس.
الاحتفاليّة شهدت حضور ستّة وزراء ثقافة من البلدان العربيّة والإفريقيّة الصّديقة وهي الصّومال، السّودان، فلسطين، الجزائر، الإمارات والبحرين إضافة إلى ثلّة من سفراء البلدان المعتمدين بتونس وممثّلي مجلس نوّاب الشّعب والسّادة الوزراء ، وأعضاء الحكومة والعديد من الوفود الأجنبيّة من مختلف أنحاء العالم.
وقد قدّم الدّكتور عبد اللّه محارب في مستهلّ كلمته خالص شكره لرئيس الجمهوريّة التّونسيّة، السّيد الباجي قائد السّبسي ولرئيس الحكومة، السّيد الحبيب الصّيد ولوزيرة الُّثّقافة والمحافظة على التّراث، السّيدة سنيا مبارك و كلّ القائمين على تظاهرة ” صفاقس عاصمة للثّقافة العربيّة لسنة 2016″ على المجهود الذّي بذلوه لإنجاح هذه التّظاهرة ” واعتبر أنّ ” برنامج العواصم الثّقافيّة العربيّة الذّي اعتمدته اليونسكو الذّي يبلغ هذه السّنة العشرين من عمره وهو رمز للعقد العربي المشترك للتّنمية الثّقافيّة” وأكّد الدّكتورعبد اللّه محارب أنّ الثّقافة هي سبيل لدعم التّواصل والتّلاقي العربي ” فالثّقافة تجمع ما تفرّقه السّياسة” وهي وسيلتنا لمقاومة نعرات التّعصّب والتّطرّف .
وأوضح السّيد محارب كذلك أنّ الألكسو وجامعة الدّول العربيّة تعملان على ” جعل الثّقافة أحد أبرز روافد التّنمية المستدامة”. وفي حديثه عن تنظيم هذه التّظاهرة بصفاقس عاصمة الجنو ب التّونسي،اعتبر أنّها فرصة استثنائيّة للتّعريف بما تزخر به المدينة والجهة باكملها من مخزون ثقافي وأثري وتراثي كبير وهي كذلك فرصة لدفع الاستثمار والتّنمية بصفاقس وبكلّ الجهة بفضل المشاريع الكبرى التّي أنجزت بمناسبة التّظاهرة وتلك التّي هي بصدد الإنجاز.
وعن خصوصيّة تظاهرة صفاقس عاصمة للثّقافة العربيّة، اعتبر المديرالعام للألكسو أنّ ” الإبحار في تاريخ صفاقس” وتثمين مخزونها الثّقافي المتفرّد والغني مهمّ جدا وهو ما يمثّل فرصة هامة لتحقيق التّواصل الثّقافي بين مختلف البلدان العربيّة والتّعرّف على الخصوصيّات الثّقافيّة لمختلف البلدان والجهات.
وزيرة الثّقافة والمحافظة على التٍّراث السّيدة سنيا مبارك، رحّبت بالضيوف الحاضرين الذّين ” يجتمعون اليوم، لاستجلاء الحضورالثّقافي العريق لمدينة صفاقس ضمن المدوّنة الثّقافيّة العربيّة” ولربط أواصرالتّلاقي والتّقارب مؤكّدة أنّ ” تونس تنتصر من خلال تنظيم هذه التّظاهرة لثقافة الحياة”، حتّى تكون نموذجا للعالم العربي، نموذج قادر على التغيير وعلى إرساء ثقافة تشاركيّة يكون المواطن وخاصّة فئة الشّباب عمادها الأساسي ثقافة منفتحة ومفتوحة على الفضاءات الخارجيّة متاحة للجميع ومن هنا كان الحرص على تنظيم العديد من الفعاليّات في الفضاءات الخارجية ومنها فعاليّات الافتتاح.
تونس ترنو أيضا إلى تقاسم مشروعها الثّقافي التّشاركي مع أشقّائها العرب، أضافت السّيدة الوزيرة حتّى ” تتحرّرالثّقافة والفكر وتكسر أسوار الجهل والتّخلّف” .من ناحية أخرى اعتبرت وزيرة الثّقافة والمحافظة على التّراث أنّ فعاليّات التّظاهرة ستنفتح على معتمديّات صفاقس وعلى كامل الجهة وكذلك على مختلف الجهات التّونسيّة واستعرضت مجموعة من المشاريع التّي أنجزت وتلك التّي هي بصدد الإنجازمثل تهيئة شطّ القراقنة والمكتبة الرّقميّة وتهيئة المدرسة الحسينيّة وغيرها مبيّنة أنّ صفاقس جديرة بمثل هذه المشاريع التّي من شأنها المساهمة في دفع التنمية الثّقافيّة والاقتصاديّة .
صفاقس أرض الزّيتون، أرض العلم والعمل، أرض المقاومة والصّمود، فاحت منها رائحة الياسمين، كانت اليوم كما قالت منسّقة التّظاهرة، السّيدة هدى الكشو” حقلا للتّنوّع الثّقافي كما كان شأنها على مرّ العصور، مدينة عربيّة عاشقة للإبداع”. احتفلت كما لم تحتفل من قبل وغنّى آلاف الشّبان ، ردّد أهاليها الذّين خرجوا بكثافة، وهم الذّين عرفوا بفخرهم بمدينتهم وحبّهم لمدينتهم وحبّهم لها أهازيج الفرحة كما لم يغنّوا من قبل واحتفلوا بمدينتهم كما لم يحتفلوا من قبل.
حفل الافتتاح بباب الدّيوان استعرض أمجادا وملاحم خاضتها المدينة فيما احتضن سورها الأغلبي عرض عطور لمحمّد علي كمّون فكان مساء 23 جويلية مساء عربيّا خالدا في مدينة صنعت شواطئها الغروب ووهبت حقولها الزّيتون وغزلت عيونها المحبّة فأغرت الجميع بالحضور انتصارا لإرادة الحياة.