في إطار الزيارة الميدانية التي أدتها إلى ولاية القصرين الاربعاء 27 نوفمبر 2024، أشادت وزيرة الشؤون الثقافية السيدة أمينة الصرارفي بما تتميز به الجهة من مخزون أثري وتراثي فريد ومتميّز، حيث زارت الموقع الأثري بحيدرة المعروف قديما باسم “أميدرة” والذي يمتدّ على 125 هكتار تقريبا، وتجولت في أروقة متحف حيدرة الأثري، الذي يضمّ مجموعة ثرية من الشواهد والفسيفساء نتاج الحفريات التي عرفتها المنطقة.
وبالمناسبة، استمعت السيدة الوزيرة إلى مشاغل أبناء الجهة المتعلّقة بقطاع التراث ومقترحاتهم العملية لتثمينه وإبرازه واستغلاله، مؤكّدة أن الخصوصية الأثرية لولاية القصرين هي مكسب أساسي يجب المحافظة عليه لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية.
وفي هذا السياق، دعت السيدة أمينة الصرارفي إلى مزيد العمل على التعريف بهذا الإرث الحضاري والمعماري لدى الأطفال والناشئة وتوعيتهم بمدى أهميته في بناء التاريخ الإنساني الوطني، وذلك من خلال التنسيق مع وزارة التربية لتنظيم رحلات ميدانية لفائدة الأطفال والتلاميذ حتى من بقية ولايات الجمهورية التونسية.
وأشارت السيدة الوزيرة إلى ضرورة تركيز شباك يحتوي على منشورات متعدّدة اللغات تعرّف بتاريخ الموقع وما يحتويه المتحف من قطع معروضة، كما اقترحت تنفيذ الإنارة الفنية لقوس النصر وإدراجه ضمن مسلك ثقافي سياحي يضمّ عدد من المعالم الأثرية الأخرى الموجودة بالجهة.
كما جدّدت السيدة أمينة الصرارفي دعوتها إلى ضرورة التنسيق مع وزارة التجهيز والإسكان لمساعدتهم في تنفيذ مشروع تعبيد الطرقات بمنطقة حيدرة دون تسجيل أي اعتداءات أو انتهاكات على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية.
وأشارت السيدة الوزيرة إلى أهمية معاضدة مجهودات وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في الإدارة العامة للتراث والمعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، من قبل الوزارات المعنية وهياكل عمومية وإدارات مركزية وجماعات محلية ومكونات المجتمع المدني لتثمين مكوّنات هذا الموقع وتعزيز الحفريات فيه والتي كان آخرها سنة 2023، وأهمية التفكير في توسعة المتحف لضمان استقباله لقطع أثرية جديدة وعرضها للعموم.