الأنشطةمدينة الثقافةورشة

الورشة الأولى لمؤشرات الثقافة | 2030: تعزيز الابتكار والإبداع الوطني

تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، انطلقت صباح اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025 أشغال الورشة الوطنية الأولى المخصصة لتقديم وتنفيذ مؤشرات الثقافة | 2030.

تستمر أعمال هذه الورشة حتى يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، ببادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع بلدية تونس العاصمة.

وحضر هذه الورشة ممثلون عن مفوضية الاتحاد الأوروبي بتونس، ومنظمة اليونسكو ممثلة في السيد “إرنستو أوتون”، وعن بلدية تونس ممثلة في السيد خالد بن يدر، إلى جانب ممثلين عن عدة وزارات ومؤسسات عمومية ومنظمات المجتمع المدني، وثلة من إطارات وزارة الشؤون الثقافية.

ويهدف هذا الحدث إلى تقديم الإطار المرجعي الجديد الذي أعدته اليونسكو لقياس مساهمة الثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن برنامج 2030، من خلال مؤشرات كمية ونوعية تُتيح متابعة مدى إدماج الثقافة في السياسات العمومية والاقتصادية والاجتماعية.

وخلال كلمته، أكد السيد نعمان الحمروني، مدير عام وحدة التصرف حسب الأهداف، أن وزارة الشؤون الثقافية أعدّت مخطط التنمية الثقافية (2026 – 2030)، الذي يبرز البعد الثقافي كأحد أبرز محاور السياسة الثقافية الجديدة.

وأوضح أن الثقافة أصبحت مورداً أساسياً للتنمية، وسيتم تفعيل هذا المورد من خلال عدة مشاريع، من بينها الخارطة الوطنية للموارد الثقافية والإبداعية، التي ستوجه الاستثمارات العمومية والخاصة، وربطها بمؤشرات اقتصادية واجتماعية وبيئية. كما تشمل الخطة تطوير السياحة الثقافية الذكية، وإطلاق نحو 20 مؤسسة ناشئة وشركة أهلية في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحويل التظاهرات الثقافية إلى منصات اقتصادية لترويج الخدمات والمنتجات الثقافية، إلى جانب برامج تكوينية للشباب في ريادة الأعمال الثقافية.

من جهته، أشار ممثل اليونسكو في كلمته الافتتاحية إلى أن “تونس تُعدّ من الدول الرائدة في المنطقة التي تبادر باعتماد مؤشرات الثقافة | 2030، وهذا يعكس التزامها بجعل الثقافة محركاً أساسياً للتنمية المستدامة، موضحا أن هذه الورشة تمثل محطة مفصلية لتعزيز الشراكات الدولية وتطوير أدوات قياس تُبرز القيمة المضافة للثقافة في دفع النمو الاقتصادي وتعزيز التماسك الاجتماعي.”

كما صرّح السيد خالد بن يدر، ممثل بلدية تونس، أن إدماج البعد الثقافي في استراتيجيات المدينة يأتي مواكباً للتحولات الراهنة، مؤكداً حرص تونس على الانخراط الفاعل في الثقافة.

وتشهد الورشة مشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والباحثين، وممثلي المؤسسات الوطنية والإقليمية، إلى جانب عدد من الفاعلين في الحقل الثقافي والمجتمع المدني.

وخلال الجلسات العلمية والمداخلات، سيتم تقديم تجارب مقارنة من بلدان أخرى، فضلاً عن استعراض خصوصيات التجربة التونسية في المجال الثقافي. كما تتضمن الورشة جلسات تفاعلية تسمح للمشاركين بمناقشة آليات عملية لتطبيق المؤشرات وتبادل أفضل الممارسات، بما يسهم في بناء رؤية مشتركة حول مكانة الثقافة في رسم السياسات العمومية.

ويتوقع أن تفضي هذه الورشة إلى صياغة توصيات عملية لتعزيز دور الثقافة كقاطرة للتنمية، مع بلورة خطة عمل واضحة لمتابعة المؤشرات في تونس مستقبلاً.

واختُتم اليوم الأول بتأكيد جميع الأطراف المشاركة على أن الاستثمار في الثقافة ليس ترفاً، بل رهان استراتيجي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تحفظ الهوية الوطنية وتفتح آفاق الإبداع والابتكار للأجيال القادمة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى